الأربعاء، 13 مايو 2009



في مشروع قانون كادر الدعاة زيادة في مرتبات ودخول العاملين بالدعوة الإسلامية تصل إلي‏400‏ جنيه شهريا المشروع يشمل أئمة الأوقاف ووعاظ الأزهر ويشترط الحصول علي شهادة صلاحية للدعوة
الاثنين, 09 فبراير 2009 03:04
العقارات تغرق ووعود المسئولين لاتكفى استمرارا للجهود المبذولة لتوفير حياة كريمة مستقرة للدعاة‏,‏ حتي يتفرغوا لأداء واجباتهم في التعريف بصحيح الإسلام‏,‏ ومواجهة الفكر المنحرف والمتطرف‏,‏ تقدم الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب إلي المجلس أمس باقتراح بمشروع قانون لإنشاء كادر خاص لزيادة مرتبات ودخول الدعاة والقائمين علي الدعوة الإسلامية‏.‏ ويتضمن المشروع ـ الذي تنفرد الأهرام بجميع تفاصيله ـ زيادة متدرجة في الدخول تشمل‏287‏ جنيها لشاغلي الدرجة الثالثة‏,‏ و‏336‏ جنيها لشاغلي الدرجتين الأولي والثانية‏,‏ و‏401.5‏ جنيه لشاغلي درجة مدير عام‏,‏ وما فوقها‏.‏ ويتضمن المشروع منح بدلات بنسبة‏175%‏ من المرتب الأساسي لشاغلي الدرجات الأولي والثانية والثالثة عن الدروس الدينية‏,‏ وصعود المنبر‏,‏ وتحسين إمام‏,‏ وتفتيش إدارة‏,‏ ومناطق نائية‏,‏ واطلاع وإعانة‏..‏ أما شاغلو درجة المدير العام وما فوقها فسيتم منحهم بدلات بنسبة‏185%.‏ وأشار الدكتور هاشم إلي أن المشروع يحدد وظائف الدعاة والأئمة بالأوقاف والأزهر في خمس وظائف‏,‏ تشمل‏:‏ إمام تحت الاختبار‏,‏ إمام وخطيب‏,‏ إمام أول‏,‏ إمام متميز‏,‏ وكبير أئمة‏,‏ وذلك مقابل نحو عشرين وظيفة حاليا‏.‏ أما جدول وظائف التفتيش فيقتصر علي ثلاث وظائف‏,‏ هي‏:‏ مفتش‏,‏ وتعادل وظيفة إمام أول‏..‏ ومفتش أول‏,‏ وتعادل إمام متميز‏..‏ وكبير مفتشين‏,‏ وتعادل كبير أئمة‏.‏ وينص المشروع علي منح شاغلي وظائف الدعوة شهادة الصلاحية لمزاولة العمل الدعوي من خلال لجنة يتم تشكيلها بقرار من وزير الأوقاف يحدد اختصاصها وينظم عملها‏.‏ ويشدد الدكتور هاشم علي أن المشروع يستهدف الارتقاء بأداء الدعاة‏,‏ ورفع كفاءتهم المهنية‏,‏ لتصحيح المفاهيم المغلوطة‏,‏ إضافة إلي الحفاظ علي مكانتهم في المجتمع‏,‏ وتمكينهم من المادة العلمية التي يحتاجون إليها‏.‏ ويحدد المشروع عددا من الأهداف المهمة سوف يسهم الكادر الجديد في تحقيقها‏,‏ وهي‏:‏ *‏ أولا‏:‏ الارتقاء بأداء الدعاة وصقلهم ورفع كفاءتهم المهنية‏..‏ حيث لوحظ في عدد كبير من المساجد تكرار الخطبة الواحدة في المناسبات بطريقة مملة‏.‏ ‏ *‏ ثانيا‏:‏ التأكيد علي تفعيل رسالة الدعاة في قيامهم بالإرشاد والتوجيه وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدي الشباب بصفة خاصة ولدي الناس بصفة عامة‏,‏ خصوصا في عصر الفضائيات الذي يعج بالكثير من الدعاة غير الأكفاء الذين يفتون عبر القنوات الفضائية بغير علم‏.‏ ‏ *‏ ثالثا‏:‏ الحفاظ علي مكانتهم في المجتمع مظهرا وأداء حيث يقومون بمهمة الدعوة وبنشاطات اجتماعية كالإصلاح بين الناس والإشراف علي الأنشطة الاجتماعية الأخري التي تمارس من خلال المسجد كدروس التقوية وعقود الزواج‏.‏ ‏ *‏ رابعا‏:‏ ا لنهوض بحالة الدعاة الاقتصادية والاجتماعية بما يليق بمكانتهم السامية وشرف وسمو رسالتهم‏.‏ ‏ *‏ خامسا‏:‏ تمكين الدعاة من الحصول علي المادة العلمية التي يحتاجون إليها من وسائل الاتصال الحديثة مثل شبكة المعلومات وغيرها ليتمكنوا من مجابهة التحديات التي تواجهها الدعوة الإسلامية‏.‏ ‏ *‏ سادسا‏:‏ واجب الدعاة في التصدي لما طرأ علي المجتمع المصري من ظواهر سلبية غريبة عليه من خلال قيامهم برسالتهم علي أكمل صورة في المسجد وفي وسائل الإعلام وبالكلمة المسموعة والمقروءة والمرئية وليتمكنوا من ذلك لابد من توفير الداعية المستنير الذي هو في أشد الحاجة إلي تحقيق مطالبه واحتياجاته الأساسية ويتحقق ذلك بكادر خاص وظيفي يكفل لهم تحسين مستوي دخولهم‏.‏ ويشترط المشروع فيمن يعين في وظيفة إمام تحت الاختبار أن يكون حاصلا علي مؤهل عال أزهري مناسب من خريجي كليات جامعة الأزهر أو كلية دار العلوم بشرط حصوله علي الثانوية الأزهرية‏,‏ وأن يكون حسن المظهر متمتعا بسمات شخصية وقدرات ثقافية تؤهله لشغل الوظيفة‏.‏ كما ينص المشروع علي أن تكون فترة الاختبار بالنسبة للمعينين بوظيفة إمام تحت الاختبار لمدة عام ويجب علي المعين خلالها الحصول علي شهادة صلاحية وتأهيل للقيام بالدعوة ويتم تعيين من يحصل علي هذه الشهادة في وظيفة إمام وخطيب‏,‏ فإن لم يحصل عليها خلال مدة العام تعتبر خدمته منتهية بقوة القانون‏.‏ ويكون منح شاغلي الوظائف المنصوص عليها شهادة الصلاحية لمزاولة الدعوة بمعرفة لجنة تشكل بقرار من وزير الأوقاف‏,‏ ويجب أن يشتمل قرار تشكيل اللجنة علي تحديد اختصاصاتها وتنظيم العمل بها من الوزير المختص‏.‏ ولا يجوز النظر في الترقية بين الوظائف المنصوص عليها في المادة الثانية من اقتراح المشروع إلا بعد قضاء ست سنوات علي الأقل في ممارسة العمل الفعلي في الوظيفة الأدني ويشترط لذلك الحصول علي تقريري تقويم أداء عامين متتاليين بمرتبة كفء‏.‏ كما ينص علي منح شاغلي وظائف الإمام والخطيب والمفتشين والقائمين بالإدارة حافز أداء متميزا يحدد بنسبة‏10%‏ بشرط الحصول علي تقريري تقويم أداء عامين متتاليين بمرتبة كفء طبقا لأحكام هذا القانون ولا يجوز أن يزيد عدد من يمنحون هذا الحافز كل عام علي‏10%‏ من شاغلي الوظائف المشار إليها في كل إدارة‏.‏ وأوضحت المذكرة الإيضاحية للمشروع أن مهنة الإمام و الخطيب هي من أعظم وأرفع المهن التي لها تأثير عظيم علي المجتمع‏,‏ إذ أنها تؤثر في معتقدات أفراده وقيمهم وسلوكياتهم ويكفينا أن نذكر أن أول من قام بهذه الرسالة السامية هو رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ الذي أرسي قواعدها وأصولها وارتقي بشأنها وأعلي مكانتها ومنزلتها‏,‏ وهو الذي أرسله ربه جل وعلا شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا قال تعالي‏:‏ قل هذه سبيلي أدعوا إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين وكان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ القدوة الحسنة والأسوة الطيبة لكل من يريد الدعوة إلي الله سبحانه‏.‏ وأضافت المذكرة أن الإمام والخطيب والداعية مكلف بمخاطبة المجتمع بمختلف فئاته واتجاهات أفراده ـ المثقف والمتعلم ونصف المتعلم والأمي ـ لأنه مسئول عن محاولة إقناع الجميع بما يقول ويعرضه من أفكار كما أن مهمة الإمام مزدوجة النشاط فهو مسئول من الناحية التخصصية عن خدمة الدعوة الإسلامية وتنمية الوعي العام بقيمها ومبادئها وربط ذلك بالحياة اليومية للفرد وهو ما يسمي بالناحية الفنية‏,‏ والهدف من ذلك هو إصلاح المجتمع وتوثيق صلته بالله تعالي والتمكين لدين الله فيه‏.‏ كما أنه مسئول أيضا عن إدارة المسجد كوحدة إدارية تضم عاملين به ولذلك فهو قائد وفي الوقت نفسه رئيس مسئول عن تطبيق النظام المقرر قانونيا ولائحيا في مجال الوظيفة العامة‏.‏ كما أن عمل الخطيب والإمام الداعية ليس مقصورا أداؤه علي ساحة المسجد فقط مكانا ومسئولية بل إن رسالة المسجد كبيت من بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه أوسع وأشمل فهو مركز إشعاع ديني وروحي واجتماعي وتعليمي وثقافي يخدم الموقع الذي أقيم فيه والإمام مسئول عن توزيع ورعاية هذه الأنشطة‏.‏ وأشارت المذكرة إلي أن الغرض من إنشاء كادر خاص بالأئمة والدعاة والخطباء هو توفير حياة كريمة مستقرة لهم حتي يتفرغوا لأداء واجباتهم الدعوية علي الوجه الأكمل مع مراعاة وضع شروط وضوابط دقيقة لاختيار الأئمة والدعاة ومعرفة مدي قدرتهم علي توصيل المعلومة توصيلا سليما لكل أفراد المجتمع ومختلف فئاته‏.‏ وتبدو الحاجة لهذا الأمر ملحة في ضوء ارتفاع تكاليف المعيشة بوجه عام‏,‏ وحاجة الدعاة إلي تحسين دخولهم‏,‏ مما سينعكس بالإيجاب علي تحسين أدائهم‏,‏ فالداعية بحاجة إلي معيشة كريمة وإلي مصادر معلومات من كتب وإصدارات وأشرطة وأسطوانات وإلي الاشتراك في شبكة الإنترنت‏.‏ وقد أدي ضعف مستوي دخل الأئمة والخطباء إلي أن يمارس بعضهم أعمالا وحرفا أخري لا تتناسب مع مكانتهم وماسة بكرامتهم‏,‏ فهم مصابيح الهدي للناس‏,‏ ويجب توقيرهم وإعفافهم وسد احتياجاتهم ليتفرغوا لمهمة الدعوة‏.‏ نقلا عن جريدة الأهرام

عبد الفتاح السقا

ليست هناك تعليقات: