الخميس، 20 أغسطس 2009

رمضان شهر الإنتصارات


رمضان شهر الإنتصارات

بشروا ولا تنفروا

لقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشيراً لأتباعه، نذيراً لأعدائه، بل كانت مهمة الرسل لا تعدو هذين الوصفين: {وما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ } [ الأنعام: 48] ، [ الكهف : 56] وقد أمر الله في كتابه بتبشير المؤمنين والصابرين والمحسنين والمخبتين .. في آيات كثيرة.

ونقصد بخلق ( التبشير) : التخلق بالصفات التي تستدعي الاستئناس والارتياح والتحبب وبث الأمل في القلوب، والبعد عن أساليب (التنفير) ودواعي الانقباض .. حتى في التخويف من الله والترهيب من النار.

وسيرا على درب المرسلين أنصح اخوانى الأئمة أن يبعثوا الأمل فى الناس أن نصر الله قادم بدراسة ومدارسة الانتصارات فى شهر رمضان وهية كثير والتركيز على أن ما تمر به الأمة من حال ليس إلا عارض سرعان ما يزول ولكن عندما تتوفر أسباب النصر فى أفراد وعموم الأمة ومن المهم أن يصل الإمام بالمصلين أن ما يحدث ليس نهاية العالم والتاريخ شاهد على ذلك واليك بعض الإنتصارات فى رمضان

إن شهر رمضان المبارك يحمل في سجله التاريخي عبر الأزمنة والعصر الإسلامي انتصارات للأمة المسلمة وانكسارات لأعدائها، فأعظم الفتوحات والانتصارات الإسلامية تمت في هذا الشهر الكريم وإذا تحدثنا عن النصر والانتصار فيجب أن نذكر قرين النصر وهو الجهاد والاستشهاد ولا جهاد إلا بالصبر والتحمل وليتحقق النصر إلا بالثبات والتضحية وقال الله ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)( محمد).
وعلى الرغم من إن المسلمين كانوا يبذلون جهدهم وأقصى ما عندهم من جهد فلم يمنعهم ذلك من بذل جهدهم في الجهاد ونصرة الدين ومواجهة جحافل الكفر والاستعمار على مدا التاريخ.

أولاً: غزوة بدر الكبرى السنة الثالثة هجرية

ففي العام الثاني من الهجرة وقعت معركة الفرقان وهي من أهم المعارك عند المسلمين فكانت بداية تأسيس النصر وشروطه الأساسية وكانت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى وهي أولى المعارك بين المسلمين والكفار ولو لا أن الله كتب النصر في هذه المعركة لدينه وجنده ورسوله محمد لأندثر الإسلام كما كان يخاطب النبي ربّه فقال ( اللهّم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض).

ثانيا: فتـح مكة المكرمة السنة الثامنة

في العشرين من رمضان السنة الثامنة هجرية كان الفتح العظيم والمبين لقوله ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً(1)ْ﴾(الفتح) فدخل الرسول مكة فاتحا بعد أن أخرج منها كرها فعاد إليها فاتحا بعشرة ألاف من المقاتلين ودخلها وطهرها من الأوثان والأصنام وقال للناس بعد فتحها ﴿ وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً(81)(الإسراء).

ثالثاً: موقعة أو معركة البويب 13 هـ بالعراق

في رمضان من العام 13 هـ في خلافة عمر بن الخطاب وقعت موقعة البويب على ضفاف نهر الفرات في بلاد فارس وكانت المواجهة بوصية من أبي بكر قبل وفاته والذي قاد جيش المسلمين هو الصحابي الجليل المثنى بن حـارثة وانتصر المسلمون على الفرس ورفع الله لواء الإسلام.

رابعاً: فتـح الأندلـس سنة 92 هجرية

وفي رمضان عام 92 هـ فتح الله الأندلس على يد المسلم البربري الجزائري طارق بن زياد قدس الله سرّه بعد أن انتصر المسلمون على جيوش بلاد القوط الأسبان بقيادة القائد القوطي روزريق وكان يوما مشهودا من أيام رمضان المبارك حيث قال القائد المسلم كلمة خالدة حرق المسلمين على الجهاد والاستشهاد "يأيّها المسلمون البحر وراءكم والعدو أمامكم" بعد أن أحرق سفنهم ومراكبهم لكي لا يفروا من المعركة وانتصروا بهذه الروح الجهادية في رمضان المبارك.

خامساً: فتح عموريـة سنة 223 هجرية

وفي شهر رمضان من عام 223 هجرية كان فتح عمورية إحدى المدن الرومية المعروفة بقوة الحصون وأنها في الخطوط الأمامية للخلافة الإسلامية وكان سبب المعركة إن جيش الروم أغاروا على المسلمين واسروا مجموعة من المسلمين وكانت من بينهم امرأة استنجدت بالمعتصم بالله خليفة المسلمين حيث صرخت بأعلى صوتها "يا معتصماه " فوصلت صرختها مسامع الخليفة فجهز جيشا عرمرم لا قبل للروم به فدكّ حصون عمورية وفتحها وفك أسر المسلمين وغيرهم حتى النصارى واليهود الذين كانوا في سجون الروم وكان المعتصم بالله على رأس الجيش وذلك في شهر رمضان الكريم.

سادسا: معركــة عين جالوت عام 658 هجرية

وفي رمضان عام 658 هـ دارت رحى معركة عين جالوت على ارض فلسطين الحبيبة وكانت المعركة بين المسلمين المماليك بقيادة القائد الفذ المظفر قطز وبين جحافيل المغول الهمجيين الوثنيين الذين عاثوا في الأرض فساداً وزرعوا في المسلمين الخوف والرعب بعد إن دكوا في طريقهم كل العواصم الإسلامية منها عاصمة الخلافة بغداد فكسر القائد المملوكي حاجز الخوف وتحدى المغول وأباد جيشهم وهزمهم شر هزيمة في رمضان عام 658 هجرية بعين جالوت.

سابعاً: فتح مدينة إنطاكية عام 666 هجرية

في شهر رمضان عام 666 هـ كان فتح إمارة إنطاكية عاصمة الصليبين في بلاد الشام وقاد هذا الفتح العظيم القائد المملوكي الظاهر بيبرس الذي كتب على يديه هزيمة المغول للمرة الثانية والصليبين ورفع الله به راية الإسلام.

ثامناً : معركة شقحب عام 702 هجرية

في رمضان من عام 702 هـ كانت معركة شقحب على مشارف مدينة دمشق بين المسلمين بإيعاز وتعبئة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وبين المغول بعد أن استباحوا ديار المسلمين مرة أخرى وأقسم شيخ الإسلام إن يكون النصر حليف المسلمين ثمّ أمر المسلمين بالإفطار ليتقووا على عدوهم وفعلا أبرّ الله قسم الشيخ ونصر جند الحق وهزم المغول جند الباطل.

تاسعاً : معركة أكتوبر 1973 م

في رمضان السادس أكتوبر من عام 1973 م في العاشر منه التقت الجيوش العربية في ارض مصر المسلمة مع جيش الغدر و العدوان اليهود وهزمت الجيوش المسلمة الجيش اليهودي وتسمى حرب ستة أيام لو لا تدخل الدول الكبرى وفرضها لمنطق وقف القتال وفك الاشتباك لهزم اليهود في رمضان شر هزيمة.
وما زالت الأمة المسلمة تشهد انتصارات وتلحق الهزائم بأعدائها وسجل رمضان معارك طاحنة عبر التاريخ وكانت سببا في النصر منها الجهاد في الجزائر لطرد المستعمر الفرنسي ولبنان من خلال المقاومة والعراق وفلسطين المحتلة فرمضان أكبر دافع ومحفز للنصر والاستقلال.

عبد الفتاح السقا

ليست هناك تعليقات: